فصل: قال الدمياطي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقد يجوز أن يكون مرفوع الموضع عطفا على الموعد، فكأنه قال: إنجاز موعدكم وحشر الناس ضحى في يوم الزينة، أي: هذان الفعلان في يوم الزينة، فكأنه جعل الموعد عبارة عن جميع ما يتحدد ذلك اليوم: من الثواب، والعقاب، وغيرهما سوى الحشر. ألا تراه عطفه عليه. وأنت لا تقول: جاء القوم وزيد، وقد جاء زيد معهم؛ لأن الشيء لا يعطف على نفسه وكذلك قول الله تعالى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} لا يكون {جبريل} و{ميكائيل} داخلين في جملة الملائكة؛ لأنهما معطوفان عليهم، فلابد أن يكونا خارجين منهم، فأما قوله:
أكُرُّ عَلَيْهِمْ دَعْلَجًا وَلَبَانَهُ إذَا مَا ** اشتكَى وقعَ الرماحِ تَحَمْحَمَا

فيروى لبانه رفعا ونصبا، فمن رفعه فلا نظر فيه؛ لأنه مبتدأ وما بعده خبر عنه. وأما النصب فعلى أنه أخرج عن الجملة لبانه، ثم عطفه عليه، وساغ له ذلك لأنه مازه من جملته إكبارا له وتفخيما منه، كما ماز جبريل وميكائيل من جملة الملائكة تشريفا لهما، وكذلك قوله: {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} ليس في جملة ما دل عليه الموعد لما قدمناه، كأنه مميز من الزينة في اعتقادك إياه مجرورا؛ لأنه معطوف عليها.
وأما من رفع فقال: {يَوْمُ الزِّينَةِ} فإن الموعد عنده ينبغي أن يكون زمانا، فكأنه قال: وقت وعدي يوم الزينة، كقولنا: مبعث1 الجيوش شهر كذا، أي: وقت بعثها حينئذ. والعطف عليه بقوله: {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} يؤكد الرفع؛ لأن {أن} لا تكون ظرفا. ألا ترى أن من قال: زيارتك إياي مقدم الحاج لا يقول: زيارتك إياي أن يقدم الحاج؟ وذلك أن2 لفظ المصدر الصريح أشبه بالظرف من {أن} وصلتها التي بمعنى المصدر، إذا كان اسما لحدث، والظرف اسم للوقت، والوقت يكاد يكون حدثا. وعلى كل حال فلست تحصل من ظرف الزمان على أكثر من الحدث الذي هو حركات الفلك، فلما تدانيا هذا التداني ساغ وقوع أحدهما موقع صاحبه.
وأما {أن} فحرف موصول، جعل بدل لفظه على أنه في معنى المصدر. وما أبعد هذا عن الظرفية! وقد استقصينا القول على ذلك في كتابنا الخصائص3 وغيره من مصنفاتنا وينبغي أيضا أن يكون على حذف المضاف، أي: وقت وعدكم يوم الزينة ووقت حشر الناس؛ لأن الحشر في الحقيقة ليس وقتا، كما أن: قولك: ورودك مقدم الحاج إنما هو على حذف المضاف، أي: وقت مقدم الحاج وكذلك، خفوق النجم وخلافة فلان. فاعرف ذلك.
ومن ذلك قراءة ابن مسعود والجحدري وأبي عمران الجوني وأبي نهيك وأبي بكرة وعمرو بن فائد: {وَأَنْ يَحْشُرَ النَّاسَ ضُحًى}.
قال أبو الفتح: الفاعل هنا مضمر، أي: وأن يحشر الله الناس، فهذا كقوله سبحانه: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا}، وجميع هذا يراد به العموم، أي: يحشرهم قاطبة وطُرًّا ولا يكون1 حالا كقوله سبحانه: {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ} ويدل عليه أيضا قوله: {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا}.
ومن ذلك قراءة الحسن والثقفي: {تُخَيَّلُ}، بالتاء.
قال أبو الفتح: هذا يدل على أن قوله تعالى: {أَنَّهَا تَسْعَى} بدل من الضمير في {تُخَيَّلُ} وهو عائد على الحبال والعصي، كقولك: إخوتك يعجبونني أحوالهم. فأحوالهم بدل من الضمير العائد عليهم بدل الاشتمال.
ومنه قوله تعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ}5 فيمن جعل {الأبواب} بدلا من الضمير في {مفتحة}، وهذا أمثل من أن يعتقد خلو {تُخَيَّلُ} من ضمير يكون ما بعده بدلا منه، لكن يؤنث الفعل لتضمن ما بعد أن لفظ التأنيث، كقراءة من قرأ: {لا تَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا}6 لأنه أسهل وأسرح7 من إتعاب الإعراب والتعسف به من باب إلى باب.
ومن ذلك قراءة ابن مسعود وأُبي بن كعب وعبد الله بن الزبير ونصر بن عاصم والحسن وقتادة وابن سيرين- بخلاف، وأبي رجاء: {فَقَبَصْتُ قَبْصْةً}، بالصاد فيهما.
وقرأ: {قُبْصْةً}، بالصاد وضم القاف الحسن، بخلاف.
قال أبو الفتح: القبض بالضاد معجمة باليد كلها، وبالصاد غير معجمة بأطراف الأصابع. وهذا مما قدمت إليك في نحوه تقارب الألفاظ لتقارب المعاني، وذلك أن الضاد لتفشيها واستطالة مخرجها ما9 جعلت عبارة عن الأكثر، والصاد لصفائها وانحصار مخرجها وضيق محلها ما9 جعلت عبارة عن الأقل. ولعلنا لو جمعنا من هذا الضرب ما مر بنا منه لكان أكثر من ألف موضع فإن قال قائل: فأنت لا تقول: مساسِ في معنى امسس. فياليت شعري ما الذي بنيت؟ قيل: ليس هذا أول معتقد معتزم تقديرا. وإن لم يخرج إلى اللفظ استعمالا. ألا ترى إلى ملامحَ وليالٍ في قول سيبويه ومذاكير ومشابِه: لا آحاد لها مستعملة. وإنما هي مرادة متصورة معتقدة، فكأن الواحد ملمحة ومشبَهْ وليلاة ومِذكار أو مِذكير أو نحو ذلك، فكذلك {لا مساسِ}، جاء على أنه قد استعمل منه في الأمر مساسِ فنفى على تصور الحكايةِ والقولِ وإن لم يأت به مسموع، ونظائرُه كثيرةٌ، وكذلك القول في همامِ من بيت الكميت.
ومن ذلك قراءة الحسن بخلاف: {لَنْ نُخْلَفَهُ} بالنون.
وقرأ: {لَنْ يَخْلُفَهُ} أبو نهيك.
قال أبو الفتح: أما قراءة الجماعة: {لَنْ تُخْلَفَهُ} فمعناه: لن تصادفه مُخلَفًا، كقول الأعشى:
فَمَضَى وأخلفَ من قُتَيْلَةَ مَوْعِدًا

وقد مضى هذا مستقصى.
وأما {نُخْلِفَهُ} بالنون فتقديره: لن نُخْلِفَكَ إياه، أي: لن ننقض منه ما عقدناه لك. وأما {يَخْلُفَهُ} أي4 لا يخلُف الموعد الذي لك عندنا ما أنت عليه5 من محنتك في الدنيا بأن يكون نقيضه ومزيلا لحكمه، بل تكون في الآخرة كحالك في الدنيا. كما قال سبحانه: {قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا}6، وكقوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا}7، ومنه قوله سبحانه: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً}، أي: يحضر أحدهما فيخلُف الآخر، بأن ينقض حاله ويستأثر بالأمر دونه. والهاء في {يخلفه} عائدة على {أن تقول لا مَسَاسِ}، أو {لا مِسَاسَ}.
ومن ذلك قراءة علي وابن عباس عليهما السلام وعمرو بن فائد: {لَنَحَرُقَنَّهُ}، بفتح النون. وضم الراء.
قال أبو الفتح: حرقْتُ الحديدَ: إذا بردتَه، فتحاتَّ وتساقَطَ. ومنه قولهم: أنه لَيَحْرُق عليَّ الأرَّم، أي: يحك أسنانه بعضها ببعض غيظًا عليَّ. قال:
نُيُوبَهم علينا يحرُقُونا

وقال زهير:
أبَى الضيمَ والنعمانُ يحْرُق نابَه ** عليه فأفضَى والسيوفُ معاقِلُهْ

وأنشد أبو زيد، ورويناه عنه:
نُبِّئتُ أحماءَ سُلَيْمَى أنما ** باتُوا غِضَابًا يحرُقون الأرَّما

إن قلتُ أسقَى عاقِلا فأظْلَما ** جَوْنًا وأسقَى الحرتيْنِ الدِّيَما

فكأن {لنَحْرُقَنَّه} على هذا: لنَبْرُدَنَّه ولنَحُتَّنَّه حتًّا، ثُمَّ، لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا.
ومن ذلك عندي تسميتهم هذا الزورق حراقة، وهو كقولهم لها: سفينة؛ لأنها تَسْفِنُ وجه الماء، فكذلك تَحْرُقُه أيضًا.
ومن ذلك قراءة مجاهد وقتادة: {وَسَّعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا}.
قال أبو الفتح: معناه- والله أعلم: خَرَّقَ كلًّ مصمتٍ بعلمِه؛ لأنه بَطَن كل مُخْفًى ومستبهم، فصار لعلمه فضاء متسعًا، بعد ما كان متلاقيا مجتمعا. ومنه قوله تعالى: {أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا}1. فهذا العمل. وذلك في العلم.
ومن ذلك قراءة عياض: {فِي الصُّوَرِ} بفتح الواو.
قال أبو الفتح: هذا جمع صورة، وقد يقال: فيها صير وأصلها صور. فقلبت الواو ياء للكسرة قبلها استحسانا. وقد أفردنا في الخصائص بابا للاستحسان3. قال ذو الرمة:
أشبهْنَ من بقرِ الخلصاءِ أعيُنَهَا ** وهنَّ أحسنُ من صِيرَانِه صِيرَا

وصِوَرا: قال أبو عبيدة: الصُّوَر جمع صورة. كصوَف جمع صوفة. ويقال: الصوَر: القرن، ويقال: فيه ثقب بعدد أنفس البشر، فإذا نفخ فيه قال الناس بالأَرْمَاسِ.
ومن ذلك قراءة الحسن: {أَوْ يُحْدِثْ لَهُمْ ذِكْرًا}، ساكنة الثاء.
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون هذا مما يسكن استثقالا للضمة، كقول جرير، أنشدَناه أبو علي:
سِيرُوا بَنِي الْعَمِّ فالأهْوَازُ منزِلُكُمْ ** ونهرُ تِيرَى ولا تعرِفْكُمُ العربُ

أي: ولا تعرفُكم، وقد مضى ذكر نحوه.
ومن ذلك قراءة الأعمش: {فَنَسِيْ وَلَمْ}، ولا ينصب الياء.
قال أبو الفتح: قد قدمنا القول على سكون هذه الياء في موضع النصب والفتح وأنه عند أبي العباس من أحسن الضرورات، حتى إنه لو جاء به جاء في النثر لكان قياسا. ومن ذلك ما يروى عن أبان بن تغلب: {وَنَحْشُرْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}، بالجزم.
قال أبو الفتح: هو معطوف على موضع قوله عز وجل: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا}، وموضع ذلك جزم لكونه جواب الشرط الذي هو قوله: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي}، فكأنه قال: ومن أعرض عن ذكري يَعِشْ عيشة ضنكا ونحشرْهُ، كما تقول: من يزرْنِي فله درهمٌ وأزده على ذلك، أي: من يزرْني يجبْ له درهم علي وأزده عليه. وعليه قراءة أبي عمرو بن العلاء: {فَأَصَّدَّقَ وَأَكُونَ مِنَ الصَّالِحِينَ}. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة طه مكية وآيها مائة وثلاثون وآيتان بصري وأربع حجازي وخمس كوفي وثمان حمصي وأربعون دمشقي اختلافها أربع وعشرون آية طه كوفي ومثلها ما غشيهم وإذ رأتيهم ضلوا وترك مني هدى وزهرة الحياة الدنيا غيره والحمصي في اليم ضنكا نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا غيره بصري محبة مني حجازي ودمشقي ولا تحزن شامي ومثلها في أهل مدين ومعنى بني إسرائيل ولقد أوحينا إلى موسى فتونا بصري وشامي واصطنعتك لنفسي كوفي وشامي وغضبان أسفا مكي ومدني أول ومثلها وإله موسى فنسي غيرهما وعدا حسنا إليهم قولا مدني آخير قيل رشامي ألقى السامري غيره قاعا صفصفا عراقي وشامي مشبه الفاصلة تسعة فاعبدوني بآياتي ما أنت قاض عليكم غضبي ثم ائتوا صفا وبينك موعدا ولا برأسي لا مساس منها جميعا الممال منها أعني رؤس الآي من أولها إلى طغى قال رب إلا وأقم الصلاة لذكرى ثم من يا موسى إلى لنرضى إلا عيني وذكري وما غشيهم ثم موسى من حتى يرجع إلينا موسى ثم من إلا إبليس أبى إلى آخرها إلا بصيرا فائدة شتى غير منون ويمال وأمتا منون ولا يمال كهمسا وضحى منون ويمال وعلة ذلك أن شتى وضحى ألفهما للتأنيث بخلاف أمتا وهمسا فالفهما بدل عن التنوين القراآت أمال الطاء والهاء من طه أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف وأمال الهاء فقط محضة أيضا أبو عمرو وللأزرق فيها وجهان الأول تمحيضها كأبي عمرو وعليه الجمهور وهو الذي في الشاطبية كأصلها ولم يمل محضة من هذه الطرق إلا هذه والثاني التقليل وفتحهما الباقون لكن في كامل الهذلي تقليل الطاء عن قالون والأزرق ولم يعول عليه في الطيبة وسكت أبو جعفر على الطاء والهاء وعن الحسن سكون الهاء من غير ألف بعد الطاء على أن الأصل طأ بالهمز أمر من وطىء يطأ ثم أبدل الهمزة هاء كإبدالهم لها في هرقت ونحوه ونقل القران ابن كثير.
وأمال {لتشقي} حمزة والكسائي وخلف وكذا جميع فواصل هذه السورة على ما تقدم كالنجم وغيرها من السور المتقدم ذكرها وقرأ الأزرق بالتقليل سواء كان من ذوات الواو أو الياء إلا ما سيجيء من نحو ضحيها وتلاها وسواها مما فيه هاء فله فيه الفتح مع التقليل وبه يصرح قول الطيبة:
وقلل الرا ورؤس الآي خلف ** وما به ها غير ذي الرا يختلف

وأما أبو عمرو فله فيها التقليل والفتح واويا كان أو يائيا إلا ذوات الراء فاٌ لإمالة المحضة وجها واحدا كما مر لكن تقدم في باب الإمالة أن التقليل عن أبي عمرو في رؤوس الآي أكثر منه في فعلى والفتح عنه في فعلى أكثر منه في رءوس الآي.
تنبيه:
طه ليست فاصلة عند المدني والبصري وقد أمالها الأزرق وأبو عمرو باعتبار كونها حرف هجاء ولذا محضاها وزهرة الحيوة الدنيا ومني هدى ليستا فاصلتين عند الكوفي وقد أمالهما حمزة والكسائي ومن معهما باعتبار فعلى والياء وأما إمالة رأى فتقدم الكلام عليها في بابها والأنعام وغيرها مفصلا وقرأ لأهله امكثوا هنا والقصص بضم هاء الضمير حمزة وكسر الباقون وفتح ياء الإضافة من إني آنست نافع وابن كثير وابو عمرو وأبو جعفر وفتحها من {لعلي آتيكم} نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر.
واختلف في {إني أنا ربك} الآية 12 فابن كثير وابو عمرو وأبو جعفر بفتح الهمزة من {أني} على تقدير الباء أي بأني وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بالكسر على إضمار القول أو تأويل نودي بقيل وفتح ياء الإضافة من إني أنا نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ووقف يعقوب على بالواد بالياء.
واختلف في {طوى} الآية 12 هنا والنازعات الآية 16 فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بضم الطاء مع التنوين فيهما مصروفا لأنه أول بالمكان وافقهم ابن محيصن وعن الحسن والأعمش كسر الطاء مع التنوين وهو رأس آية إمالة وقفا حمزة والكسائي وخلف وقرأ الباقون بالضم بلا تنوين على عدم صرفه للتأنيث باعتبار البقعة والتعريف أو للعجمة والعلمية وقلله الأزرق وبالصغرى مع الفتح أبو عمرو واختلف في وأنا اخترتك فحمزة وأنا بفتح الهمزة وتشديد النون اخترناك بنون مفتوحة وبعدها ألف ضمير المتكلم المعظم نفسه وافقه الأعمش والباقون بتخفف نون أنا مع فتح الهمزة أيضا أخترتك بالتاء مضمومة من غير ألف على لفظ الواحد حملا على ما قبله وفتح ياء الإضافة من إنني أنا نافع وابن كثير وابو عمرو وأبو جعفر وفتحها من لذكري إن نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على {أتوكؤ} بإبدال الهمزة ألفا على القياسي وبتخفيفها بحركة نفسها فتبدل واو مضمومة ثم تسكن للوقف ويتحد معه اتباع الرسم وتجوز الإشارة بالروم والإشمام فهذه أربعة والخامس التسهيل كالواو مع الروم كما مر في تفتؤ بيوسف وفتح ياء الإضافة من {لي فيها} الأزرق وحفص وأمال الكبرى اذهب وصلا السوسي بخلفه وأماله وقفا أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق وتقدم عن الحسن فتح ياء لي صدري وفتح ياء الإضافة من لي أمري نافع وأبو عمرو وأبو جعفر.
واختلف في {أخي أشدد} الآية 31 وفي {وأشركه} الآية 32 فابن عامر وابن وردان فيما رواه النهرواني عن أصحابه عن شبيب عن الفضل وكذا الهذلي عن الفضل من جميع طرقه عن ابن وردان بقطع همزة أشدد مع فتحها لأنه من فعل ثلاثي وهمزة المضارع قطع وحكمها أن تثبت في الحالين مفتوحة وجزم الفعل جوابا للدعاء وأشركه بضم الهمزة مع القطع لأنه فعل مضارع من رباعي وجزم بالعطف على ما قبله وافقهما الحسن والباقون بوصل همزة أشدد وضمها في الابتداء وفتح همزة أشركه على جعلهما أمرين بمعنى الدعاء من موسى عليه السلام بشد الأزر وتشريك هارون عليه السلام في النبوة أو تدبير الأمر وهمزة الأمر من شد وصل تضم في الابتداء لضم العين من الفعل وهو الذي رواه باقي أصحاب ابن وردان عنه وفتح الياء من أخي ابن كثير وأبو عمرو قال في النشر ومقتضى أصل أبي جعفر فتحها لمن قطع الهمزة عنه ولكني لم أجده منصوصا انتهى وأبدل همزة {سؤلك} الأصبهاني وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر وتقدم عن رويس إدغام {نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت} الآية 33 34 35 وفي المصباح عن يعقوب بكماله كأبي عمرو.
واختلف في {ولتصنع على} الآية 39 فأبو جعفر بسكون اللام وجزم العين على أن اللام للأمر والفعل مجزوم بها فيجب عنده الإدغام وقول الأصل فعل أمر فيه تجوز وسبق لرويس وليعقوب بكماله عن بعضهم كأبي عمرو إدغام العين والباقون بكسر اللام ونصب الفعل بأن مضمرة بعد لام كي أي لتربي ويحسن إليك قال النخاس عطف على علة محذوفة أي ليتلطف بك ولتصنع.. إلخ. وفتح ياء الإضافة من عيني إذ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وأدغم تاء لبثت أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وأثبت في الأصل هنا لابن ذكوان وفيه نظر ولعله اشتباه بأورثتموها وفتح يائى الإضافة من لنفسي اذهب ومن ذكرى اذهبا نافع وابن كثير وابو عمرو وأبو جعفر وعن ابن محيصن أن يفرط بضم حرف المضارعة وفتح الراء وأدغم دال قد جئناك أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف وأمال أعطى حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه وكذا موضع النجم والليل وعن المطوعي {كل شيء خلقه} بفتح اللام فعلا ماضيا وعن ابن محيصن {لا يضل ربي} بضم الياء أي لا يضل ربي الكتاب أي لا يضيعه فربي فاعل والجمهور بالفتح أي لا يضل عن معرفته الأشياء.